Popular Posts

Friday, March 4, 2011

وطن حر وشعب سعيد


2006.04.02
وطن حر وشعب سعيد
كنت أقلب في صفحات دفتر المذكرات بحثا عن معلومات كتبتها في السابق فوقعت عيني على مسودة مقال كنت بدأت كتابته في السادس من نيسان 2003. أي قبل سقوط بغداد بأيام قلائل. وأنقلها كما كُتبت في المسودة:

مازال القلب ينبض بنفس القوة ولكن بوتيرة متسارعة مع مرور الأحداث على عجل في الوقت الذي تتنازعه غريزتان واحدة تبكي على فراق الوطن وما فعل فيه ابن العوجة وكيف أصبح ترابه المقدس مدنسا بأمثاله ومن استأجره من أوغاد الغرب واختلط العلجان ببعضهم البعض ولتصارعا على كعكته النفطية الممزوجة بتراب العراق الغالي ودماء الأبرياء على أصوات المدافع وهدير الدبابات الذي يقطع الأوصال والحشى ويدعوا الناس للجهاد والنضال والقتال والموت في سبيل الوطن و من أجل العراق  لا للعلوج.
أما الغريزة الثانية فتملأ القلوب فرحاً وأملاً للغد الذي قد يكون مشرقاً ولو قليلاً لإحتلال الأنكلوسكسون لبلادنا.
غادرت العراق قبل واحد وأربعون عاما لأهرب من القدر المجهول بحثا عن السعادة في مكان آخر من الدنيا وها أنذا أفكر وبكل قوة للرجوع إلى المجهول لأكمل المشوار في بناء عراقي الحبيب وأساهم في ازدهاره. هربت وأنا أحمل شعار وطن حر وشعب سعيد وها انا ذا أريد الرجوع لوطن ٍ لم يصبح حراً أبداً وشعبٍ لم يرَ طعمَ السعادة بعد.
ياربي عسى أن ترجع البسمة إلى شفاه ابناء وطني كله
أقول فرحةً ولكنها تقطّـِّع القلب . يصعب علي التفكير في أن أرى وأن أتصور شرطي المرور في الكرادة أمريكيا !!!!
ورئيس المخفر في اليرموك إنكليزيا!!!
ومدير الطابو في البصرة أستراليا!!!
هاهم يشتركون في فض نزاعات ابناء الوطن حول من يسير أولا ومن يقطع الطريق ثانيا ومن يملك الأرض والنفط والمياه وووو.. رابعا ً وخامسا ً.
هل هي عودة لعشرينيات القرن الماضي عندما حكمنا علوج الإنكليز الأنكلوسكسون أم الأربعينيات عندما حكـَّم الإنكليز الأميرعبد الإله ونوري باشا وأعوانهم علينا؟؟؟؟
أم إننا سنفكر بعقل أكبر من عقول تتصارع على السلطة وبنكران ذات كبير لبناء لبنة صالحة في عراق جديد ينموا كما في ألمانيا بعد هتلر واليابان بعد الهزيمة أم نبكي على مجد أضعناه بأيدي ابناء العوجة ومن لف لفهم وبإنتظار وطن حر وشعب سعيد لواحد وأربعين عاما أخرى.
إنتهت المسودة وكأنني كنت أتنبأ بما كان قد حصل خلال الثلاث اعوام مضت !!!
أين الوطن الحر؟؟؟ أين الشعب السعيد؟؟؟
فلا وطن حر ولا شعب سعيد بوجود الأمريكان والأنكلوسكسون.
فلا وطن حر ولا شعب سعيد بوجود بقايا البعث والذين يدعون القومية العربية ومن شاكلهم.
فلا وطن حر ولا شعب سعيد بوجود شراذم العرب التكفيريين والسلفيين ومن لف لفهم.
فلا وطن حر ولا شعب سعيد لوجود متصارعين على السلطة لا يخدمون الوطن بنكران ذات.
فلا وطن حر ولا شعب سعيد لوجود سنة وشيعة وأكراد وعرب وغيرهم وهروب أغلب العراقيون المخلصون.
فلا وطن حر ولا شعب سعيد لوجود مفخخات ومَقاتل تُـنظم وتَنفجر بأوجه أمي وأخواتي وأبناء عمومتي وأهلي في كل أطراف العراق.
فلا وطن حر ولا شعب سعيد لوجود جيران ينوون الشر لبلدي ولا أستطيع طردهم أو ردعهم عن ذلك وأحمي حدودي.
فلا وطن حر ولا شعب سعيد لوجود مخابئ لمجرمين في بلادي.
فلا وطن حر ولا شعب سعيد لوجود أوكار لخطف البشر وكتم أنفاسهم ورميهم على قارعة الطرق.
متى يعود وطني حرا وشعبي سعيداً؟؟
أتمنى أن يكون ذلك قريبا...وأتذكر قول أبي كلما توعد من يطغى...
إن موعدهم الصبح ... أليس الصبح بقريب؟؟؟؟
 ياألله ياقريب الفرج.

No comments:

Post a Comment