Popular Posts

Sunday, March 20, 2011


البحرين وما أدراك ما البحرين!!!
2011-20-03
في خضم الثورات التي قامت بها شعوب المنطقة العربية تنادي وتناضل بل وأحيانا تستجدي بعض من حقوقها التي هضمتها دايناصورات الحكام (من آل الجحش أجلكم الله في سوريا وقذاف الدم ولابارك الله فيه حسني و اللآصالح في اليمن وأقلهم تيس العابدين) فهرب البعض من هؤلاء الطغاة وتنازل الآخر والطريق مستمرة لتمهيد الهروب للبقية تحت ضغوط الشعوب التي تقارع السلطات أما بالسلاح مثل طاغية ليبيا أو بالطرق السلمية للحصول على بعض المطالب بدون عنف وأخص بذلك البحرين.
قامت الدنيا الإعلامية سواء عربية أو أجنبية ولم تقعد ليلا ونهارا وهي تبث صور الأحداث في تونس ومصر وليبيا واليمن ولكن الهوامش تبقى لأشقائنا العرب البحارنة!!!
في هذه الأوقات التي تشتد فيها مقارعة السلطة في البحرين للثوار صارت تأتيني الكثير من التعليقات والرسائل الأكترونية حول الموضوع وصارت تتناقض مع بعضها البعض . صرت أرى قريبي أو صديقي الشيعي غالبا ما يرسلون لي صور مجازر ومقاتل الشعب ويتعاطفون معه والآخرين وأكثره من السنة يرسلون لي صور مظاهرات ترفع أعلام إيرانية وصور الخميني أو خامنئي وأخرى تنادي بإصلاحات وثالثة بسقوط حكم آل خليفة وتزيد عليها فيديوات صراخ نسوة يتراكضن في بناية ورابعة لأجانب أسيويون مجروحين وغيرها من الإثباتات التي يرمون تبعتها على الروافض أو الإيرانيين (الفرس المجوس) الذين يريدون سلب تربتنا العربية في البحرين. ومن ذلك ما هو أدناه:
آخر التطورات في البحرين + مقاطع فيديو وصور خطيرة لاجرام الرافضة فيها  
وهنا يجب أن أكعد أعوج وأحجي عدل:
متى كان الشعب الأعزل يحارب الحكومة من أجل المساواة وحرية التعبير وحق الدراسة في الكليات والعمل في كافة دوائر الدولة يقارع الحكام بصدور عارية هو المجرم الذي يريد تسليم نفسه وبلاده للفرس؟؟ سواء كان في العراق أم في البحرين أو الحوثيون في اليمن وأخيرا في أرض الجزيرة الشرقية؟؟؟
الحكومات التي ترد على شعوبها ليس بالرصاص المطاطي بل بالقذائف العسكرية والدبابات والرشاشات التي صدأت من عدم إستعمالها ضد أعداء العروبة في فلسطين!!!! هذه الحكومات هي المسكينة التي تريد أن تدافع عن العروبة ضد الساسانيين المجوس من إحتلال أرضنا وذلك عن طريق ذبح شعوبنا؟؟؟
هل المطلوب من الواحد منا أن يضيع بين أهله هؤلاء وأصحابه هؤلاء؟؟
الحكومة البحرينية المسكينة مبتلية بشوية روافض شايلين سلاح أبيض ومكانيس وعيدان ومعلنين الثورة ويريدون يقتلون آل خليف السنَّة المساكين الذين يحكمون البلد بكل أمان وسلام. ما هذا الكلام الفاضي!!
أليس الملك الذي كان عنده مدير أمن أسكتلندي مطلوب في محكمة لاهاي لتعذيبه أهل البحرين!!!! هو سبب حقد شعب البحرين (الشيعة الروافض) على الحكام السنة المساكين!!!
والظاهر بأن الروافض الثوار يقتلون الباكستانيين والبنغاليين الشوارع كونهم يحملون سلاح ويشتغلون في قوات الأمن السرية مع الحكومة والجمعيات السلفية وتريد أن تظهرهم تارة كخدام منازل يتمشون في دوار اللؤلؤة وتخرجهم في صور كأنهم ابناء البحرين وكلهم مع الحكومة المسكينة ويدافعون عنها وهم يحملون العلم البحريني!!! ويتباكون عليهم في المستشفيات ويداوون جروحهم.
لو كان ثوار مصر او تونس او ليبيا بيهم كم نفر شيعي ورافضي لكان حصلنا على صور مجازر على صفحات الإنترنت (على الأقل تصويرية) .
أن أكون مع المظلوم لا يعني أنا أنتمي لحزبه أو طائفته.
أنا أدافع عن السنة في ليبيا وأكتب عن المظلومين السنة في مصر وكذلك في اليمن وكل مكان في العالم ولكن عندما أبعث شئ عن مساكين البحرين يغتاظ البعض من أهلي وأحبائي لأنني أدافع عن الروافض و يطلع الروافض أبناء كلب ويعتدون على الحكومات التي تطلب الدعم من الأخوان السلفيين والسنة  بجيوش جرارة لحماية مَن؟؟؟ مِنْ مَن؟؟؟ لحماية الحكومة السنية من الشعب الرافضي الذي ينادي سلمية ليحظى بحقوق مدنية في ظل ملكية دستورية!!!
أعزائي شاهدوا الفضائيات ووسائل الإنترنت وستجدون وتشاهدون بأم أعينكم من يعتدي على من ؟؟ ومن يحمل السلاح على من؟؟؟ ومن يقتل من؟؟ وبعد ذلك حكموا عقولكم واعلموا كيف نربط هذه الصورة بتلك الحادثة...
الشعوب حين تصرخ من أجل الحرية والخبز والعيش الكريم والمساواة لا لون لها ولا ترتبط بدين أو حزب وعندما تنتفض فهي لا تريد الإرتباط بدولة أخرى أو لتقارع وتموت في سبيل دولة أخرى بل من أجل نفسها وطموحاتها فقط. فالبحريني مثل المصري والتونسي والأردني والعراقي والليبي ليس رافضيا كما يعتقد البعض وليس صليبيا كما في لبنان وليس علويا كما في سوريا وزيديا أو حوثيا في اليمن أو سنيا في باقي الدول.
هيا يا أخوتي وأخواتي وأبنائي وبناتي لنسموا على هذه التسميات العنصرية ونتذكر دين الإسلام الذي يقول خيركم عند الله أتقاكم ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى وغيرها من دلائل المساواة بين البشر على إختلاف مللهم وألوانهم. فلا تكونوا مع حكومة ظالمة ضد شعب محكوم مظلوم بسبب معتقداته مهما إختلفتم معها. فالليبي المجروح لا يختلف عن اليمني أو البحريني المجروح وكذلك الشهداء الذين يقارعون السلطان الجائر ويستشهدون دونها فمثواهم الجنة إن شاء الله الذي سوف يلبسهم لباس اهل الجنة الموحد لا سنية ولا شيعية ولا مسيحية أو إسلامية أو غيرها.


Saturday, March 5, 2011

لنقف صفا واحدا وننسى جراحنا وأحقادنا


2003.05.09

نَعَم أَقْبَل الإحتلال الأمريكي للعراق الحبيب. أقبل بهذا الإحتلال على مضض وأبتلعه بمرارة مع غصة وإلى حين يختفي الطاعون البعثي الأسود إلى الأبد وينجلي الغبار العاصف القادم من الغرب ولكن!!!!

هل أقبل بتدويل العراق تمهيدا لخداع شعبه ليقبل بالتقسيم على حساب الأمة المنكوبة. كلا ثم كلا وثكلتني أمي إن فعلت ذلك.
 هل يتم التقسيم والتدويل من خلال هذه التسميات لتضفي الشرعية على التقسيمات الإدارية وتنصب لها خيمة الشرعية الدولية أو الأمم المتحدة لتضللها لأعوام كثيرة قادمة.
أيها العراقيون الذين لم يستطع أي محتل أن يقسم بلادكم قبل الآن كونوا على يقضة وحذر أثناء تعاملكم مع المحتلين. إستعملوا كل وسائل الديمقراطية المتاحة وغيرها وحاربوهم بذكاء العقول أولا وإن لم ينفع فهنالك وسائل أخرى تستطيع أن تذكرهم بالماضي القريب في فيتنام و لبنان والصومال وهذه كفيلة بإبعادهم عنا. يجب تذكيرهم بكل الوسائل السلمية المتاحة بأن أرض العراق الخصبة المضيافة تستطيع أن تنقلب في لحظات القهر وبسرعة إلى أرض الجَدَب والأشواك تحت أقدام المحتلين وينقلب نعيمهم بأموال النفط وأحلامهم بحكم العراق إلى دم و بؤس وكوابيس وخوف من الأشواك وما أكثرها في أرضنا الطيبة خاصة عندما تُستَعرَض الحبال وتشاهد فضائيات الغرب جثث الجنود المحتلين الممزقة وهي تسحب على أرض العراق الطاهرة لتثأر للشعب العراقي وليذهب المحتل الأمريكي وأعوانه ومن معهم من خونة إلى جهنم وبئس المصير ليبحثوا عن مغامرة أخرى في العالم ليثبتوا رجولتهم للشعوب المستضعفة.

حكاية الديدان
لي صديق عزيز كان بعثيا أيام زمان , قال لي قبل أعوام بأن أرض السواد التي كانت مليئة بالحقول المثمرة الطيبة الأكل, هيمن عليها من قلب ترابها وأخرج الدود من باطنها وأعطاها قوة أكل الثمار الطيبة بشراهة لمدة خمسة وثلاثين عاما وهل من مزيد.
وهاهي الديدان التي خرجت لتخرب الأخضر واليابس تعود إلى مخابئها في مكانها الطبيعي وهيهات أن ننسى وننبش الأرض مرة أخرى أو ينبشها من يدعي العروبة والإشتراكية والوحدة والشعارات الخاوية بعد أن فرغ محتوى هذه العبارات من خلال أفعال قوى الطاعون البعثي.
أما أنتم ياأهلي وأصدقائي البعثيين (الشرفاء) فقد آن الأوان أن تجلسوا كما كنتم لخمسة وثلاثين عاما مضت وأنتم ساكتون مع طاغيتكم واتركوا غيركم من أبناء العراق الأذكياء والنبلاء لإصلاح ما أفسدتموه باستخراجكم الدود من باطن الأرض. ولا وألف لا, لكم مهما كانت أسباب سكوتكم على طاغيتكم التي جلبتموها وخدمتموها وأكلتم واستفدتم من خيرات البلد بغير وجه حق وكأنها إرث المنبوشة العوجة. آن الأوان لأن تسترجعوا أموال الشعب التي أكلتم خلال 35 عاما لسكوتكم على ديدانكم فقد سجلتم أسوأ صفحة لكم في تأريخ العراق بل ففقتم بول بوت باختياركم الدود ليحكم ويتحكم في  مصائركم وهيهات العود إلى الصفح.

بدأ مرحلة البناء

لديكم الآن أبناء شعبنا المنكوب إرثٌ كبير وسئ. لقد تركت آفة الديدان أرضا خاوية إلا انها غنية بتربتها العريقة, التي مرت بها مئات بل آلآف المرات مثل تلك الآفات واستطاعت أن تنهض من كبواتها مُحَصَّنَةً وأقوى ولتبرهن على أصالتها على مر الأزمان والعصور فهي أرض و منبع الحضارات بحق. كانت الحاجة كبيرة لبناء العراق والآن أصبحت الحاجة أكبر فها هو عراقنا الدامي ينزف ويلعق جراحه من جراء حكم الديدان الطغاة والمحتلين فقد آن الأوان لبناء لبنة طيبة في أرضنا لتنبت نبعا طيبا لمستقبل أمتنا ولو تحت ظلال حراب الإحتلال وعلى مضض كما أسلفت لأن أمهاتنا يدعوننا وأولادنا يطالبوننا بالدواء والماء والحياة الكريمة. لنقف صفا واحدا وننسى جراحنا وأحقادنا إلى أن تـُقبَر الديدان وتموت لنتخلص منها إلى الأبد ولتتعافى أمهاتنا وليشبع أولادنا ولنستطيع مقارعة الأمم والمحتلين بأساليب حضارية تمحي عار الديدان الذي لحق بأمتنا ونستعيد أمجادنا ونساهم في بناء الإنسانية والحضارة العالمية بشكل يبعد عنها الويلات والإحتلال ولنا في ألمانيا واليابان مثال يدعونا للإقتداء. إن المنافسة شديدة بين المرتزقة القادمين من أطراف الغابات للحصول على فتات من بقايا الغنائم ونحن أولى بها من الغرباء لذا يجب علينا اقتناص الفرص بذكاء والإتحاد لخلق جبهات بناء مضادة ولنستطيع منافسة الطامعين الأجانب للحصول على أفضل فرص للعمل معا لبناء عراقنا الحبيب.

الرفق بالحيوان أم الإنسان أم الأحياء جميعا


الرفق بالحيوان أم الإنسان أم الأحياء جميعا

مقال كتبته في 2001.10.13

أثناء تصفحي في الإنترنيت عن أحد المواضيع فإذا بجيسيكا تبرز لي على صفحة الMSN  وبعد تبادل التحيات التقليدية أشارت لى على عنوان الصفحة التي تقوم بتصميمها وتعبئة البيانات فيها (رعاية القطط والحيوانات). جيسيكا سويدية الأصل ومتزوجة من أحد أقربائي في لندن وتقتني قطة في بيتها . لم أتعجب أو أتذمر لمعرفتي بولع الفرد الأوربي والغربي بالحيوانات الأليفة ومراقبة المخلوقات البرية بعد أن أشبعته الأموال التي جلبتها له حكوماته من مخلفات عصر الإستعمار وكيف نسي هذا الإنسان إخوانه بني آدم الذين يكافحون في أفقر أصقاع العالم في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا بل وحتى أمريكا الشمالية وأستراليا (الشعوب الأصلية). إن الإنسان لاينسى ولكن يمكن التأثير على ذاكرته من خلال السيطرة على المرئيات و الكتب المقروءة والمسموعة و بواسطة أساليب لفت النظر, تجنبت وحسب إمكانياتها ومقدرتها عرض معانات البشر ومعاناتهم وأسبابها ليتجنب الفرد بالتالي البحث في أسبابها التي يرجع بالأساس لإستغلال البشر لأخوانهم البشر سواء في بلدانهم أو على الأكثر في بلدان أجنبية وبعيدة أقل تطورا. بذلك تتجنب هذه الدول المتقدمة إعتراضات وتأثيرات رد الفعل الديمقراطي المتاح لدى شعوبها وحتى لاتتفاعل وتهدم بالتالى المؤسسات الحاكمة في بلدانها التي تساهم بشكل فعال في إستغلال الشعوب وتجويعها, ليس بالضرورة عن وعي كامل بل عن طمع وجشع رأسمالي (للمادة) أو إشتراكي أو شيوعي (للقوة والسيطرة) .
لقد أرسل الله عز وجل الأنبياء والرسل للبشر للنصح وجذب إنتباه البشر لأعمال الخير لبعضهم البعض وتـنظيم العلاقات بين البشر والأجناس وكذلك بينهم وبين المخلوقات الأخرى التي تشاركنا الحياة على هذه الأرض الطيبة المعطاة .
بالرجوع إلى القرآن الكريم نجد أمثلة واضحة وصريحة للكثير من هذه العلاقات وتحديد تنظيماتها. وأعتقد بأن كتب الأديان السماوية الأخرى  تبحث أيضا في نفس الأمور.
وبقيت نفس الإنسان على مر الأزمان والعصور تميل تارة إلى فعل الخير وأخرى عديدة إلى فعل الشرور لأرضاء مطامعه سواء مع بني جنسه من البشر أو الأحياء الأخرى. وإذا شحت ألإمكانيات والثروات لدى الغرباء إنقلب الإنسان نحو أهله وأخوته الأغنياء ليسلبهم حرياتهم وثرواتهم أو حياتهم حسدا وطمعا في الغنى والسيطرة والقوة. وتكون مصادر القوة مالية وعقلية و عضليه كل حسب قابليات الطامع. وكلما تعقدت العلاقات والمجتمع وارتفعت ثقافته تعقدت وتطورت أشكال الإستغلال و مراكز القوة.
قد يحاول البعض منا نحن أهل الشرق إنتقاد الأوربيين وألأمريكيين لكثرة إهتماماتهم بالحيوانات والنباتات ومحاولة الغربي حماية الحيوان والنبات من جشع الإنسان وإنتشرت الجمعيات والأحزاب الخضر لمحاربة الجشع الرأسمالي في عرض البحار ووسط الغابات, لتأثرالفرد بما آل اليه  بني الإنسان من جلدته أو أوطانه للحيف من جراء التعسف والحتلال ونهب الخيرات بدون حساب وإستعمار الشعوب والتأثير على عقائدهم .
وقد كُنْتُ أحد هولاء الى وقت قريب.
أما الآن فإنني أعيد النظر بالأمر كون الإنسان هو الكائن المستغل لكافة أنواع الأحياء على هذا الكوكب فيجب عليه أحترام الحيوانات والنباتات وتنميتها وعدم العبث بخيراتها وإبعاد الجشع عنه والإحتفاظ به للأجيال القادمه, وبذلك نكون جمعية واحدة لحماية الأرض وما عليها من إنسان وحيوان ونبات وخيرات طبيعية من شرور الجشع والطمع الإنساني.
لم لا نعود إلى قوانين الله وحب الخير ونبذ أساليب القوة والقوانين الوضعية التي تخدم مصالح البعض وتغبن مصلحة الأرض وما عليها. أما من يرعى السير بقوانين الله؟ هل هم المرتزقة من رجال الدين ولدينا أمثلة كثيرة عن تناحرهم من أجل السيطرة على أفكار العالم وبالتالي تخريبه وتعريضه للحروب وما أسطع مثال سوى الحروب الصليبية وما يجري من صراع الآن بين من يدعى المسيحية والبوذية ومن يدعي الإسلام الأصولي السلفي الذي يمكن أن يقود إلى المزيد من التفرقة والإستعباد الفكري والفعلى للثروات.
وهكذا توجه الرأسماليون ومصاصي دماء الشعوب ومن لف لفهم إلى حكومات لاتزال تسري في شرايينها الدماء العنصرية المشبعة بطمع الإثراء على حساب الشعوب الفقيرة وخيراتها الطبيعية, (في الوقت التي تملي قوانينها الحَضر على شركاتها وشعوبها لمنع مثل هذا الإستغلال في أوطانها),  وتوجهوا لإحتلال أراضي جديدة وقمع شعوب أخرى تحاول العيش بطرقها الخاصة بها.
إن ما يحصل في فلسطين وأفغانستان وأمريكا والفلبين و الهند وفي كل مناطق العالم الملتهبة إنما يحصل بسبب جشع الإنسان للسيطرة وإستغلال العالم والآخرون للدفاع عما يعتقدون ملكهم والثاني مغصوب الإرادة والمال والثالث إنتهازي بين الإثنين يتعجل سقوط أحدهما جريحا أو قتيلا ليستولي على ما بقي منه ويمتص دماءه ويذكرني ذلك بمشاهد الثعالب وأبن آوى والضباع وهي تتكالب على الضحايا التي يصيدها الأسود والفهود في براري سرنجيتي في أفريقيا.
العودة الحقيقية إلى الله هو الحل الأمثل لتسير الحياة على كوكبنا في الإتجاه الصحيح. المحبة والأخوة وإحترام الهبات الإلهية هو الحل الحيد للنجاة من هدم هذا الكوكب الجميل.
نعم نحتاج إلى جمعيات لحماية الإنسان والحيوان والنبات والثروات الطبيعية كل على حد سواء ولنمنع إستغلال الأرض والبشر والأحياء كلها بصورة تتناسب مع تعاليم الأديان كلها والتي كلها تنادي بالخير لكل ما هو على الأرض وفي السماوات أيضا.
لننهض جميعا مع إختلاف ألواننا وأشكالنا وعقائدنا لوقف الكارثة ونقف ضد إرهاب الجماعات والدول وإرهاب ألأديان وإرهاب رأس المال وتجار الحروب. لنوقف هذه الحروب الهوجاء ومن يطالب بها من متسلطين ولنضع حلول منطقية لكل المخلوقات على هذه الأرض بعيدا عن منطق القوة والإستغلال الجشع.
 وإذا لم نحترم أهل الأرض فهل سنحترم مخلوقاتها الأخرى أو خيراتها؟؟؟ لاأعتقد ذلك.
هنالك أسئلة مهمة مطروحة وتحتاج إلى أجوبة آنية وسريعة:
·         هل يؤدي إرهاب الدول الغنية وابتزازها للآخرين إلى إرهاب معاكس؟
·         أليس الإرهاب المعاكس هو خطف الطائرات وقتل الأبرياء وإرهاب التهديد بإستخدام الأسلحة الكيميائية(الأنثراكس) أو النووية؟
·         ماذا بعد إنتصار القوى الإستعمارية الحديثة وخاصة الأنكلوسكسونية؟ وهل ستأمن شعوبها المترفة والمتعطشة للمزيد, خاصة بغياب الأخلاق والمثل الدينية التي تحترم الآخرين.
·         أين المصير؟ هل هو صراع الحضارات القادم؟ أم نهاية التأريخ وبدأ عبودية الدولة في عصر المعلوماتية؟
·         هل الرجوع إلى المنطق العلماني وصراع الأيدولوجيات البشرية هو الحل؟
أخيرا أعتقد إن العودة إلى الآدمية وتحكيم العقول هو ما ينبغي التفكير به الآن للوصول إلى حلول لمشاكل الأرض و مستقبل زاهر للكون المحيط بنا. 

Friday, March 4, 2011

وطن حر وشعب سعيد


2006.04.02
وطن حر وشعب سعيد
كنت أقلب في صفحات دفتر المذكرات بحثا عن معلومات كتبتها في السابق فوقعت عيني على مسودة مقال كنت بدأت كتابته في السادس من نيسان 2003. أي قبل سقوط بغداد بأيام قلائل. وأنقلها كما كُتبت في المسودة:

مازال القلب ينبض بنفس القوة ولكن بوتيرة متسارعة مع مرور الأحداث على عجل في الوقت الذي تتنازعه غريزتان واحدة تبكي على فراق الوطن وما فعل فيه ابن العوجة وكيف أصبح ترابه المقدس مدنسا بأمثاله ومن استأجره من أوغاد الغرب واختلط العلجان ببعضهم البعض ولتصارعا على كعكته النفطية الممزوجة بتراب العراق الغالي ودماء الأبرياء على أصوات المدافع وهدير الدبابات الذي يقطع الأوصال والحشى ويدعوا الناس للجهاد والنضال والقتال والموت في سبيل الوطن و من أجل العراق  لا للعلوج.
أما الغريزة الثانية فتملأ القلوب فرحاً وأملاً للغد الذي قد يكون مشرقاً ولو قليلاً لإحتلال الأنكلوسكسون لبلادنا.
غادرت العراق قبل واحد وأربعون عاما لأهرب من القدر المجهول بحثا عن السعادة في مكان آخر من الدنيا وها أنذا أفكر وبكل قوة للرجوع إلى المجهول لأكمل المشوار في بناء عراقي الحبيب وأساهم في ازدهاره. هربت وأنا أحمل شعار وطن حر وشعب سعيد وها انا ذا أريد الرجوع لوطن ٍ لم يصبح حراً أبداً وشعبٍ لم يرَ طعمَ السعادة بعد.
ياربي عسى أن ترجع البسمة إلى شفاه ابناء وطني كله
أقول فرحةً ولكنها تقطّـِّع القلب . يصعب علي التفكير في أن أرى وأن أتصور شرطي المرور في الكرادة أمريكيا !!!!
ورئيس المخفر في اليرموك إنكليزيا!!!
ومدير الطابو في البصرة أستراليا!!!
هاهم يشتركون في فض نزاعات ابناء الوطن حول من يسير أولا ومن يقطع الطريق ثانيا ومن يملك الأرض والنفط والمياه وووو.. رابعا ً وخامسا ً.
هل هي عودة لعشرينيات القرن الماضي عندما حكمنا علوج الإنكليز الأنكلوسكسون أم الأربعينيات عندما حكـَّم الإنكليز الأميرعبد الإله ونوري باشا وأعوانهم علينا؟؟؟؟
أم إننا سنفكر بعقل أكبر من عقول تتصارع على السلطة وبنكران ذات كبير لبناء لبنة صالحة في عراق جديد ينموا كما في ألمانيا بعد هتلر واليابان بعد الهزيمة أم نبكي على مجد أضعناه بأيدي ابناء العوجة ومن لف لفهم وبإنتظار وطن حر وشعب سعيد لواحد وأربعين عاما أخرى.
إنتهت المسودة وكأنني كنت أتنبأ بما كان قد حصل خلال الثلاث اعوام مضت !!!
أين الوطن الحر؟؟؟ أين الشعب السعيد؟؟؟
فلا وطن حر ولا شعب سعيد بوجود الأمريكان والأنكلوسكسون.
فلا وطن حر ولا شعب سعيد بوجود بقايا البعث والذين يدعون القومية العربية ومن شاكلهم.
فلا وطن حر ولا شعب سعيد بوجود شراذم العرب التكفيريين والسلفيين ومن لف لفهم.
فلا وطن حر ولا شعب سعيد لوجود متصارعين على السلطة لا يخدمون الوطن بنكران ذات.
فلا وطن حر ولا شعب سعيد لوجود سنة وشيعة وأكراد وعرب وغيرهم وهروب أغلب العراقيون المخلصون.
فلا وطن حر ولا شعب سعيد لوجود مفخخات ومَقاتل تُـنظم وتَنفجر بأوجه أمي وأخواتي وأبناء عمومتي وأهلي في كل أطراف العراق.
فلا وطن حر ولا شعب سعيد لوجود جيران ينوون الشر لبلدي ولا أستطيع طردهم أو ردعهم عن ذلك وأحمي حدودي.
فلا وطن حر ولا شعب سعيد لوجود مخابئ لمجرمين في بلادي.
فلا وطن حر ولا شعب سعيد لوجود أوكار لخطف البشر وكتم أنفاسهم ورميهم على قارعة الطرق.
متى يعود وطني حرا وشعبي سعيداً؟؟
أتمنى أن يكون ذلك قريبا...وأتذكر قول أبي كلما توعد من يطغى...
إن موعدهم الصبح ... أليس الصبح بقريب؟؟؟؟
 ياألله ياقريب الفرج.

حلاقة الظهاري


حلاقة الظهاري في 2006.03.05
كان الوقت ظهراً لا يتناسب مع الحلاقة وحينها كنت مارا ً في منطقة السطوة في دبي عندما قررت الحلاقة وقص شعر رأسي الذي بدا غير مرتب.
وكالعادة مررت على دكانين أو ثلاثة علـّني أجد, أحدا من الحلاقين في ذلك الظهر الحار (وهم كثر في السطوة) فاضي وغير مشغول. وبينما كنت أنظر من النوافذ العريضة والفترينات وإذا بي أشاهد أحد الحلاقين وكان بحدود العشرينات من العمر ذو شعر أسود يلمع من كثرة الدهون المحشية بين طيات خصل شعره المرتبة واحدة واحدة, وكأنها تتحدى الريح والحر, على أن يتلاعب بها. رحب بي الرجل عندما ولجت الباب ودخلت الصالون. كان معتنيا كثيرا بنظام خصل شعره المرتبة بأناقة وكأنها ملف كهربائي قد ضُرب بآلة حادة جعلته يتناثر بانتظام في كافة النواحي كأنه أحد تماثيل صرعات الوايرات الأمريكية,  نظر إلي بريبة يعلم الله ما وراءها وكأنه يقول لنفسه ماذا يريد هذا الرجل من الحلاق ودكان الحلاقة؟
كنت قد حلقت ذقني صباح اليوم ولم يتبين إن هنالك حاجة لحلاقتها, كما كافأني الله برأس حليقة على الدوام قلما تحتاج لمقص الحلاق. إرتميت على الكرسي وأومأت له إلى رأسي إيماءة خفيفة تدل على الطلب.
وكأنما ضربت الحلاق على رأسه, سألني باستغراب.  حلاقة؟
واجبته بنعم  فرد السؤال وبنفس السرعة, حلاقة للرأس ؟؟
أجبته بنعم!!! وبدأت علائم الإستغراب عليه وهو يتساءل كيف وكم ؟
فأخبرته بأن يطبق كل ما تعلمه من حرفة الحلاقة التي يعرفها على هذا الرأس العتيد!!
أخذ يبحث عن مقص أو ماكينة يمكن أن تتناسب مع الموجود من الشعيرات القليلة العدد أصلا, ولا أعلم كيف توصل إلى مشط كبير ومقص صغير وأخذ يطقطق بهما وهو يتنقل من شعيرة إلى أخرى وأنا اقول له بين الحين والآخر ... وهذه وتلك وهنا....وهناك .... إلخ.
أخيرا أعلن وبكل فخر عن قص حوالي سنتيمتر من الشعيرات المتناثرة وبقيت الأريلات على الصلعة وهو يخاف ويتراجف منها وكذلك من شعيرات الذقن والشارب!!!
وأخيرا أخذت منه المقص وبدأت اجتز الكثير من الشعر من الذقن والقليل من الناتئات على الصلعة حتى تشجع وبدا وكأنه عنترة الهندي الذي عثر على سر الشجاعة في القص وأخذ الماكينة الكهربائية وعمل اللازم وتلقى النفحة المعهودة (داس ريال) عشرة دراهم, وأنا ألعن اليوم الذي جاء بي إلى هذا الدكان وذلك الشاب الهندي الخائف من الصلعة وصاحبها.
 وإلى لقاء في قَصَّة ثانية وقـُصص أ ُخرى.

عودة للتعليق حول موضوع الشروگ وأصلهم وفصلهم


عودة للتعليق حول موضوع الشروگ وأصلهم وفصلهم
 وردتني منذ سنوات بعض الكتابات التي تنتقص بطريقة عنصرية ودونية بعض من فئات شعبنا العراقي العريق وأحببت أن اوضح تأريخيا بعض من هذه الحقائق من خلال قرائتي وإطلاعي على تأريخ شعبنا وأعيد ما كتبت في عام 2008 لأرد على بعض المتخرصين عن الشروگ  والمعدان وأرجوا أن يكون نافعا.
مع التقدير.

معنى كلمة ال شروگ: يردد بعض من الناس هذه الكلمة العنصرية وهم لا يعلمون أصولها وتأريخها. ورأيت من الملائم ان أخوض في الموضوع واكتب على قدر معرفتي وأحاول التوضيح فقط لمن لا يعرف اصول هذه الكلمة ومعناها العنصري خاصة من جيل السبعينات من القرن الماضي والجيل الجديد الذي تربى في الخارج أو حسبما أراد له الحكام الطغاة البعثفاشيين المقبورين.
تطلق هذه التسمية العنصرية شروگ على قسم من العراقيين الذين كانوا يقطنون أو استوطنوا شرقي بغداد في أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينيات اي أواسط القرن العشرين. سكن هؤلاء المساكين المعدمين في الناحية الشرقية من سدة ناظم باشا الغير محمية من أخطار الفيضان في ضواحي بغداد الشرقية. وكانت تدعى هذه المنطقة في الخمسينيات بمنطقة (خلف السدة) والمقصود بها نفس السدة الشرقية التي تحمي بغداد من الفيضان والتي بنيت في عهد الحاكم العثماني المملوك ناظم باشا.
كان سكان بغداد غرب السدة, كانوا من الأمراء والوزراء (سميت منطقة غرب السدة بالوزيرية, وهي محلة أنشئت على أرض زراعية واسعة تملَّكها بعض ولاة المماليك في بغداد في أوائل القرن التاسع عشر كانوا يلقبون بالوزراء. والوزيرهي رتبة عثمانية تسند الى كبار الموظفين وبخاصة الولاة في الولايات المهمة فنسبت اليهم.), وهؤلاء السكان الأغنياء غرب السدة أُطلقوا لقب الشروقيين (وباللهجة العامية العراقية الشروگ) على قاطني المناطق خلف السدة قاطبة, لكونهم من طبقة تدانيهم في المكانة الإجتماعية.
المعروف لدى أهل بغداد أن سكان خلف السدة جاءوا من جنوب وشرق بغداد وكانوا من فقراء العامة الهاربين من نير الإقطاع والظلم الإقطاعي والإجتماعي في القرى والأرياف ويتكلمون (بطريقة الوسط وجنوب العراق) بلغة تغلب عليها العامية العراقية الجنوبية المشبعة بالمصطلحات الفلاحية وكانوا في الغالب يدينون بالمذهب الجعفري بعكس سكان منطقة الوزيرية من الوجهاء كانوا يمثلون الطبقة الحاكمة وغالبيتهم من المذهب السني (وعاظ السلاطين)  لذلك فقد اصبحت التسمية (الشروگ) تطلق على كل فرد يتحدث بلغة اهل الجنوب ولايتحدث باللهجة البغدادية تنزيلا لمقامه وكان ذلك من نصيب سكان خلف السدة أولاً ثم عمم على ابناء الوسط والجنوب وبالأخص سكنة العمارة ومعدان الأهوار وأحيانا أهالي البصرة.
سمعت أول مرة بإسم الشروگ عندما أرسلني والدي إلى بغداد في العام الدراسي 1956-1957 وكنت اسكن في بيت خالتي في راغبة خاتون القريبة من منطقة خلف السدة ولم اكن زرت المنطقة في ذلك الوقت بسبب تخويف الأهل لنا وترهيبهم, لتجنب المنطقة ولكن عندما انتقل الوالد للسكن في بغداد اوائل العام 1958 قمت بزيارة منطقة خلف السدة وقابلت القوم (الشروگ) وتعرفت عن كثب على أحوالهم وكما سأذكر لاحقا.
لم نكن نسمع بالشروگ إطلاقاً في أي مكان من العراق قبلا فالإسم كان جديدا على العراقيين ومحصورا في أهالي بغداد الغنية والسنية.
كان أهلنا الأغنياء يحذروننا من الذهاب إلى مناطق (الشروگ) خلف السدة ويهولون لنا الأمور بأكثر من ذلك فهولاء (الهمج والمصاليخ) يخطفون الأولاد والبنات ويفعلوا بهم كذا وكذا من الهوايل والمصايب.
وأتذكر بأن سيدة فاضلة من أهل خلف السدة عملت لدينا بعد أن تربَّت في أحد بيوت العائلة وعندما كبرت وتزوجت, اشترت ارضا في أطراف الوزيرية ( وللأسف كان البعض من أقربائي يدعونها بالشرگاوية ) وكانت هذه المرأة تربي بضعة بقرات تقتات هي وعائلتها من بيع ألبانها وأجبانها للمعارف من سكان الوزيرية وكمب راغبة خاتون.
أخذتني زهرة, هذه السيدة في أحد الأيام إلى خلف السدة ورأيتني كأنني ذاهب إلى عالم آخر يختلف كليا عن مناطق بغداد فالدروب ملئى بالحفر وملتوية وغير مبلطة وتشقها السواقي الطينية المخلوطة بالمياه الملوثة والسيان وتحيطها وتملؤها اكوام المخلفات الآدمية التي تصدرروائح كريهة تخنق الأنفاس ومن حولها اكواخ القصب الباريات والطين والسعف والشينكو والصفائح المعدنية والأطفال نصف عرايا ينظرون بتكاسل لنا وتغطيهم سحب من الذباب تزيد الموقف رهبة.
ذهبنا نحن مجموعة من الصبية من اولاد الأغنياء واولاد زهرة وهي تقود إحدى بقراتها للبحث عن ذكر (ثور معروف وقوي للتلقيح) من بيت إلى بيت وهي تسأل. وأخيرا وجدت الثور المناسب في احد البيوت الطينية المترامية عشوائيا وبدون أي تخطيط  أو شوارع عبرنا نحوه خلال أزقة ضيقة تكاد البقرة لا تتعداها إلا بصعوبة بالغة. وكانت هذه الأزقة معروفة بأسماء ساكنيها فقط.
كانت هذه هي التجربة الأولى والأخيرة لي في منطقة خلف السدة.
ولا أعرف هل علم أهلي بذلك ام لا؟؟؟ وما كان سيكون رد فعلهم؟؟؟
كانت الصرايف والمساكن الفقيرة في الأزقة تشابه كمب (Camp) الفلح في البصرة الذي كان يأوي مساكن عمال وحمالي الميناء آنذاك 1953- 1958 ( المصاليخ ) ولم يكن الأهل ليمنعونا من إرتياده والدراسة والتذاكر مع زملائنا في المدرسة من أهل الصرايف في كمب الفلح, تارة عندهم في الأكواخ وتارة في قصور (دور) موظفي الموانئ حيث كان بيتنا. ولم يكن أهل البصرة او وجهاء بغداد يسمونهم بأي تسمية عنصرية سوى (كولية وحماميل ومصاليخ) و الفلح اوالفقراء المساكين.
ثورة 14 تموز وسكان خلف السدة
جاءت ثورة الضباط الأحرار بمفاهيم جديدة وقضت على حكم المتسلطين من الأغنياء العنصريين وسرعان ما دبت بين الضباط الخلافات وانتصرت جماعة الزعيم عبد الكريم قاسم على العروبيين والمستعربين من امثال عارف العربنجي ورفعت سري التركماني وغيرهم من القومجية وتأججت نار الحقد ( الطائفي والعروبي والرأسمالي والملكي والإستعماري وأذنابهم ) على عبد الكريم قاسم العراقي ( القادم من الصويرة من شرقي بغداد ) الغير طائفي ولا متحزب و ينحدر من عائلة فلاحية متوسطة من الصويرة في وسط العراق والتي لم تكن تعرف تلك المنطقة المختلطة التفرقة الطائفية او العنصرية.
بدأ الزعيم عبد الكريم قاسم واقطاب حكمه يعطون فقراء بغداد والمعدمين منهم ( من سكان خلف السدة ) بعض من الحقوق الوطنية التي كانت مسلوبة بالكامل. وصارت الحكومة توزع الدور المشيدة حديثا عليهم وتنشئ لهم المدارس وتمد لهم الشوارع في الوقت الذي كان هؤلاء المعدمون يسكنون في اوضع المناطق وأحقر المنازل خلف السدة.
وأتذكر شيلة كان يرددها البعض من هؤلاء عندما ارادت امانة العاصمة ان تقطع طريقا مستقيما في المنطقة فكانت تهدم بعض البيوت التي تعرقل مسار الطريق, كان هؤلاء المساكين يرددون أمام وزارة الدفاع ( إحنا نزامط بيك وانت تشيِّلنا؟؟؟ ) بمعنى نحن نعلي شأنك وانت ترحلنا عن بيوتنا ويقصدون بذلك الزعيم قاسم.
لذلك صارت البيوت تبنى من قبل الأمانة وتوزع قبل هدم الصرائف التي كانت تسكن من جديد بنازح آخر يطالب بدار قبل هدم هذه والمفارقات كثيرة والحلفان وشهود الزور أكثر.
أما الذين كانوا يدعون هؤلاء الفقراء بالشروگ منذ زمن ويستخدمونهم في احقر المهن ويحرمونهم وأولادهم من التعليم  فقد أصابهم الحقد والحسد خاصة وهم النخبة من المجتمعات الغنية وقسم كبير من اهالي بغداد الغربية التي يسكنها السنة على الغالب (والمتحدرين من شمال وغرب بغداد-  من التكارتة والدوريين والفلوجيين تجار الحبوب مع الفلاحين الهاربين من ديارهم مثل المقبور ابن العوجة ومن لف لفهم لأسباب او بغيرها ), فانصب جام حقد هؤلاء القوم من العهد الملكي مع الأغنياء والعنصريون, على عبد الكريم قاسم وساعدوا القومجية والبعثيين ورجال الدين, من اللونين المتشيع والمتسنن, في القضاء على حكم الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم.
ظل الناس في مدينة الثورة يدعون لعبد الكريم لما حققه لهم من مآثر إلى ان جاء من ظلمات العوجة, وبغفلة من الشعب, مع الحزب البعثفاشي واحتل العراق ونكب أهله وامعن في إذلال الذين لم يخدموا النظام وأوغل في إبتكار التسميات العنصرية ونعتهم بالمعدان والشروگ من باب الإذلال والحط من قدرهم.
وبنفس الطريقة أذل أصحاب الحزب المقبور(من التكارتة وأهل العوجة ) قسم من اقطاب حزب البعث المشؤوم والمتحدرين من الوسط والجنوب, كما حصل مع سيئ الصيت ناظم گزار (الشروگي - علما بأنه كان من أهل السماوة في لواء المنتفق) والآخر زعيمهم الذي كان يؤجر القتلة ( فؤاد الركابي ) والذي قتله من استؤجر لقتل عبد الكريم قاسم. وقتله ( ابن العوجة المأفون ) شر قتلة بأن أنكحه احد الغلمان في السجن إمعانا في الإذلال به وبعشيرته وتنكيلا بالفراتيين الأوسطين.راجع قرارات محاكم النظام السابق في مقتل فؤاد الركابي.
كذلك جرى مع اقطاب المرجعية الشيعية (الحكيم) التي ساندت البعث, بسبب إصدار قاسم لقانون الأحوال المدنية لإنصاف النساء, ونعت الزعيم قاسم والصق به تهمة الشيوعية وما أبعده عنها.
وإنقلب البعثيون بسرعة, كما جرت العادة, على من ساعدهم في القضاء على نظام الجمهورية القاسمية وبعدها بفترة قصيرة جرى تقصيص الحزبيين والعسكريين واصحاب العمائم وخاصة الشيعة منهم ومن استطاع الوقوف بجانب الحق على الباطل, وجرت عمليات تصفية شاملة وكان الفاعل والمتهم غير معروف لدى النظام, مثل محاولة قتل البارزاني او قتل الصدرين والمئات من حزب الدعوة وعشرات من  القومجية والقوميين العرب وآلاف الشيوعيين وبعض البعثيين مثل حردان التكريتي (راجع مذكرات حردان).
النظام البعثفاشي  ودوره في ترسيخ كلمة الشروگ
وظف  النظام البعثي احسن اقلامه من حاملي الدكتوراه ليقلبوا التأريخ والجغرافيا ويغيروا من تأريخ العراق وثورة العشرين وماضي الأقوام العراقية الأصيلة التي كانت تسكن سواد العراق ويسدوا الأنهر ويهجروا الناس ووصموا اهل الأهوار السومريي الأصل بالهنود الذين جلبوا الجاموس معهم تارة وتارة أخرى بالغجر او الهندوس العرايا, وكأن أجداد ابناء العوجة لم يكونوا لا من عرايا تكريت ولا من عرق يهودي ولا هم يربون الجواميس قبلا ولم يكن هؤلاء البؤساء من ابناء العوجة سوى النخبة من اهل العراق؟؟؟!!!
تفاديا من ان توصم هذه الفئة البعثفاشية بالعنصرية فقد حورت النعرة في مراحل لاحقة واصبح  العنصريون يرددون بأن أصل الشروگ هم من المعدان. واصدر العهد البعثفاشي عدة كتب وأبحاث من قبل شلـَّة من الدكاترة المتزلفين والخائفين على ارواحهم من السلطة وطغيانها وتسند أقاويل ابن العوجة (كما جرى من تمثيلية ايجاد شجرة عائلة الرئيس العفن وانتماءها –حاشى الله- إلى بيت الرسول الأعظم).
هكذا تم تحريف التأريخ ووصم المعدان بالشروگ و بالقوم النازحين من الهند مع الجواميس وأسسوا لنظريات أخرى تقول بأن عراقيوا سومر كانوا من الغجر وجاءوا من الشرق إلى آخره من الترهات, بعكس كل الدلائل الثابتة وخاصة الأحفورات السومرية والبابلية والآشورية التي يشاهد فيها صور العامة وهم بلباس البحر (السروال فقط) يقودون قطعان الجاموس منذ آلاف السنين (فأين ذهب بصر وبصيرة ازلام النظام من يدعي بأن هؤلاء من الهنود وأين صارت شهاداتهم الدكتورية المفخمة).
كلمة الشروگ هي كلمة عنصرية بحتة, خاصة وان لا أحد من اهل الجنوب والوسط يستطيع ان يأتي بمثل هذه الكلمة أو مرادفاتها لا في الاشعار او الدارميات او المواويل أو وجود أي كلمة تدل على هذه التسمية ( الشروگ ) مع العلم بأن هذه الأقوام في الجنوب لا تستحي من كلمة حق, وقد حوربوا من أجل كلمة الحق ردحا طويلا.
ثورة الفقراء الذين سماهم التأريخ المحرف بالزنج
نجح فقراء البصرة ومعدميهم من العرب والأجانب المستعبدين في البصرة بالثورة على أغنياءهم وامتدت هذه الثورة لتحرق الأخضر واليابس ويهرب أنصار الحكومة العباسية الأغنياء إلى شواطئ البصرة الحالية ويغتصبوا املاك المستضعفين (شيعة في الغالب) وأصبحوا هم الملَّاكة ( مالكي الأطيان وغابات النخيل) وأصبح الطرف الآخر المغلوب عبيد الأرض الفلاحين من عامة المتشيعين وبعض من طائفة السنة.
كان الثوار يتقاتلون في كر وفر مع قوات الحكومة المركزية في بغداد ولخمسة أعوام إلى ان حاصرت السلطة العباسية الثوار في منطقة ابو الخصيب (عاصمتهم) وهدمتها بالمجانيق وقتلوا الثوارعن بكرة أبيهم وهدمت المدينة المسورة بالكامل وسميت هذه الثورة ( بثورة الزنج ) ظلما, وانتهت لتخلف حقدا دفينا بين مناصري السلطة من الملاك والثوار الفقراء والفلاحين. (راجع تأريخ ثورة الزنج ). وكانت الأهوار تسمى في العصر العباسي بالبطيحة وأهلها معروفون في العراق وكيفية مساندتهم للثوار وخروجهم من الأهوار وهجومهم على الحكام العباسيين ووصولهم إلى الفرات الأوسط ثم انهزامهم واندحار ثورة الفقراء في تلك الأيام.
( للعلم بأن قائد الثوار كان يدعى محمد وينحدر من السلالة العلوية- راجع ثورة الزنج)
 وقد أعاد التأريخ نفسه وبنفس الطريقة صار الحاكم البغدادي أو المدعي يسمي ابن الجنوب بالشروكي والمعيدي للإذلال!!!! لأنه بسيط في كلامه وملبسه وكلامه الخالي من الديباجات الحضرية ويحب الحق ويناصر ويأوي المظلوم خوفا من الحاكم الظالم عموما.
ليث رؤف حسن