2003.05.09
نَعَم أَقْبَل الإحتلال الأمريكي للعراق الحبيب. أقبل بهذا الإحتلال على مضض وأبتلعه بمرارة مع غصة وإلى حين يختفي الطاعون البعثي الأسود إلى الأبد وينجلي الغبار العاصف القادم من الغرب ولكن!!!!
هل أقبل بتدويل العراق تمهيدا لخداع شعبه ليقبل بالتقسيم على حساب الأمة المنكوبة. كلا ثم كلا وثكلتني أمي إن فعلت ذلك.
هل يتم التقسيم والتدويل من خلال هذه التسميات لتضفي الشرعية على التقسيمات الإدارية وتنصب لها خيمة الشرعية الدولية أو الأمم المتحدة لتضللها لأعوام كثيرة قادمة.
أيها العراقيون الذين لم يستطع أي محتل أن يقسم بلادكم قبل الآن كونوا على يقضة وحذر أثناء تعاملكم مع المحتلين. إستعملوا كل وسائل الديمقراطية المتاحة وغيرها وحاربوهم بذكاء العقول أولا وإن لم ينفع فهنالك وسائل أخرى تستطيع أن تذكرهم بالماضي القريب في فيتنام و لبنان والصومال وهذه كفيلة بإبعادهم عنا. يجب تذكيرهم بكل الوسائل السلمية المتاحة بأن أرض العراق الخصبة المضيافة تستطيع أن تنقلب في لحظات القهر وبسرعة إلى أرض الجَدَب والأشواك تحت أقدام المحتلين وينقلب نعيمهم بأموال النفط وأحلامهم بحكم العراق إلى دم و بؤس وكوابيس وخوف من الأشواك وما أكثرها في أرضنا الطيبة خاصة عندما تُستَعرَض الحبال وتشاهد فضائيات الغرب جثث الجنود المحتلين الممزقة وهي تسحب على أرض العراق الطاهرة لتثأر للشعب العراقي وليذهب المحتل الأمريكي وأعوانه ومن معهم من خونة إلى جهنم وبئس المصير ليبحثوا عن مغامرة أخرى في العالم ليثبتوا رجولتهم للشعوب المستضعفة.
حكاية الديدان.
لي صديق عزيز كان بعثيا أيام زمان , قال لي قبل أعوام بأن أرض السواد التي كانت مليئة بالحقول المثمرة الطيبة الأكل, هيمن عليها من قلب ترابها وأخرج الدود من باطنها وأعطاها قوة أكل الثمار الطيبة بشراهة لمدة خمسة وثلاثين عاما وهل من مزيد.
وهاهي الديدان التي خرجت لتخرب الأخضر واليابس تعود إلى مخابئها في مكانها الطبيعي وهيهات أن ننسى وننبش الأرض مرة أخرى أو ينبشها من يدعي العروبة والإشتراكية والوحدة والشعارات الخاوية بعد أن فرغ محتوى هذه العبارات من خلال أفعال قوى الطاعون البعثي.
أما أنتم ياأهلي وأصدقائي البعثيين (الشرفاء) فقد آن الأوان أن تجلسوا كما كنتم لخمسة وثلاثين عاما مضت وأنتم ساكتون مع طاغيتكم واتركوا غيركم من أبناء العراق الأذكياء والنبلاء لإصلاح ما أفسدتموه باستخراجكم الدود من باطن الأرض. ولا وألف لا, لكم مهما كانت أسباب سكوتكم على طاغيتكم التي جلبتموها وخدمتموها وأكلتم واستفدتم من خيرات البلد بغير وجه حق وكأنها إرث المنبوشة العوجة. آن الأوان لأن تسترجعوا أموال الشعب التي أكلتم خلال 35 عاما لسكوتكم على ديدانكم فقد سجلتم أسوأ صفحة لكم في تأريخ العراق بل ففقتم بول بوت باختياركم الدود ليحكم ويتحكم في مصائركم وهيهات العود إلى الصفح.
بدأ مرحلة البناء
لديكم الآن أبناء شعبنا المنكوب إرثٌ كبير وسئ. لقد تركت آفة الديدان أرضا خاوية إلا انها غنية بتربتها العريقة, التي مرت بها مئات بل آلآف المرات مثل تلك الآفات واستطاعت أن تنهض من كبواتها مُحَصَّنَةً وأقوى ولتبرهن على أصالتها على مر الأزمان والعصور فهي أرض و منبع الحضارات بحق. كانت الحاجة كبيرة لبناء العراق والآن أصبحت الحاجة أكبر فها هو عراقنا الدامي ينزف ويلعق جراحه من جراء حكم الديدان الطغاة والمحتلين فقد آن الأوان لبناء لبنة طيبة في أرضنا لتنبت نبعا طيبا لمستقبل أمتنا ولو تحت ظلال حراب الإحتلال وعلى مضض كما أسلفت لأن أمهاتنا يدعوننا وأولادنا يطالبوننا بالدواء والماء والحياة الكريمة. لنقف صفا واحدا وننسى جراحنا وأحقادنا إلى أن تـُقبَر الديدان وتموت لنتخلص منها إلى الأبد ولتتعافى أمهاتنا وليشبع أولادنا ولنستطيع مقارعة الأمم والمحتلين بأساليب حضارية تمحي عار الديدان الذي لحق بأمتنا ونستعيد أمجادنا ونساهم في بناء الإنسانية والحضارة العالمية بشكل يبعد عنها الويلات والإحتلال ولنا في ألمانيا واليابان مثال يدعونا للإقتداء. إن المنافسة شديدة بين المرتزقة القادمين من أطراف الغابات للحصول على فتات من بقايا الغنائم ونحن أولى بها من الغرباء لذا يجب علينا اقتناص الفرص بذكاء والإتحاد لخلق جبهات بناء مضادة ولنستطيع منافسة الطامعين الأجانب للحصول على أفضل فرص للعمل معا لبناء عراقنا الحبيب.
No comments:
Post a Comment